جيل قادم علي الحياه ويفتقد لذة الحلم
كنت اعبث في حاجاتي وفي صور تخص الشتاء الماضي حين كنت في الاقصر الجميله ومع كل صوره كنت اتذكر شيئا الفرعون الذي وقعت في حبه حين رئيت تمثاله في المتحف وماء النيل الجميل الذي اخذني من وسط من حولي وتهت في اعماقه
كنت اتامله في مركبه نيليه واستغرقت في هذا كثيرا ودارت في ذهني خواطر عده لا اذكرها جيدا ولكني فقت من عزلتي بفلاش كاميرا وبعدها رجه في المركب لا ادري ماحدث ولكن صاحب المركب والطفل الذي معه بدءا سريعا في معالجة المركب وقتها التفت الي هذا الطفل اسمه حجاج وكان شكله ومبلسه كاف علي ان يدل علي معاناة المصريين بصفه عامه والصعايده بصفه خاصه
لا استطيع ان اتذكر كيف بدء معه الحوار ولكني اتذكر انطباعي الاول عنه اكيد نفسيا مش متظبط اوي لكن طفل زي أي طفل نفسه يطلع دكتور ظابط مهندس أي حاجه لكن لم اتصور ابدا ان الجيل القادم في مصر لن يستطيع ان يحلم,كثيرا ما اسمع نصائح بان اثبت علي احلامي وان مشكلة جيلنا او الجيل الذي سبقني هو انه لا يثبت علي احلامه واهدافه وان دائما الظروف تكون اقوي منه فيتخلي عن أي حلم او هدف وا ممكن ان اهدافه واحلامه تكون اتفه من كونه انسان لكن هذا الجيل القادم او علي الاقل حتي لا اكون تشاؤميه فئه ليست بقليله منه لا تحلم حتي
سألت حجاج بعد ما تعارفنا ودارت ما بنا اساله زي مين صاحب المركبه وبيقربله ايه واسمه واسمي وانت في سنه كام وكده سالته سؤال بديهي بعد ما كنت شايفه نظرة اكتئاب في عنيه وكانت اول مره اشوف طفل مكتئب مش عارف يضحك او حتي يلعب قولتله انت عايز تبقي ايه لما تكبر يا حجاج سكت شويه وقالي كل عيلتنا بتشتغل مراكبيه قولتله ايوه بس انت نفسك تكون ايه كرر الاجابه بلهجته الجميله وقالي كل عليتنا بتشتغل هنا قولتله انت ممكن تكون حاجه تانيه ممكن تكون غيرهم كرر برده الاجابه مستعجب من غبائي وحاولت ان اغير هذه النظره الضيقه واني اخليه يحلم شويه ولكني شعرت في عنيه وتديرة وشه وهو بيبص في الميه انه بيقول دي هبله دي ولا ما بتفهمش, ادايقت اوي انه حتي مش عارف يحلم ولما بصلي تاني حاولت افهمه انه ممكن يكون الوظيفه اللي عاوزها والتعليم مجاني يعني ما فيش حاجه صعبه غير انه يذاكر –كنت باقول يذاكر وانا بيدور في دماغي والله انت تشتغل مراكبي احسنلك- بس حاولت اكلمه وافهمه لكن الفكره كانت صعبة التصديق علي دماغه زي ما يكون مش قادر يتخيل انه ممكن يكون زي الدكتور او المهندس او ايا كان مش قادر يتخيل انه ممكن يكنله احترام في يوم من الايام
مشي حجاج وراح يساعد عمه في حاجه وانا ظللت في دهشتي مده وانا باكرر في دماغي
خلاص ما بقوش بيحلموا كمان